قبل موقعة دور الـ16: البرازيل في سباق ضد إصابات النجوم… وكوريا الجنوبية تراهن على “عادة الفوز” للمستقبل

تتجه أنظار عشاق كرة القدم نحو المواجهة المرتقبة في دور الـ16 لكأس العالم، حيث يصطدم المنتخب البرازيلي، أحد أبرز المرشحين للقب، بالطموح الكوري الجنوبي. لكن، بينما يقترب موعد اللقاء، تبدو الأجواء في معسكر “السيليساو” مثقلة بالترقب الطبي، في حين يركز “محاربو التايغوك” ليس فقط على هذا التحدي، بل على ترسيخ استراتيجية طويلة الأمد.

قلق في العيادة البرازيلية

كشف رودريغو لاسمار، طبيب المنتخب البرازيلي، عن آخر تطورات الوضع الصحي لعدد من الركائز الأساسية، وهو ما يثير قلق الجهاز الفني. النجم نيمار والمدافع دانيلو، اللذان تعرضا كلاهما لإصابات في الكاحل خلال المباراة الافتتاحية بالمجموعة السابعة ضد صربيا، لا يزالان في سباق حقيقي ضد الزمن لاستعادة لياقتهما. غيابهما عن الفوز اللاحق على سويسرا، وكذلك عن الخسارة المفاجئة أمام الكاميرون (بهدف دون رد)، كان له تأثير واضح على أداء الفريق، الذي اعتمد على تشكيلة بديلة في اللقاء الأخير.

وفقاً لتصريحات لاسمار، أظهر دانيلو “تطوراً إيجابياً للغاية” وقد تدرب بقوة بالكرة، مما يرفع سقف التوقعات بإمكانية لحاقه بالمباراة. أما بخصوص نيمار، ومعه الظهير أليكس ساندرو الذي يعاني من إصابة في الفخذ، فالطاقم الطبي يعتقد أن “هناك متسعاً من الوقت وإمكانية” لمشاركتهما. وأوضح الطبيب أن تدريبات يوم السبت بالكرة ستكون حاسمة لتحديد مدى استجابتهما قبل اتخاذ القرار النهائي.

المشكلات لا تتوقف عند هذا الحد، حيث انضم أليكس تيليس وغابرييل جيسوس إلى قائمة الشكوك بعد شكواهما من آلام عقب مباراة الكاميرون. وأشار لاسمار إلى أن تيليس يعاني من ألم في ركبته اليمنى، بينما اشتكى جيسوس من ألم مماثل، وسيخضع كلاهما لفحوصات دقيقة بالرنين المغناطيسي لتقييم حجم الإصابات.

كوريا الجنوبية: عقلية “البناء للمستقبل”

على الجانب الآخر، وفيما يستعد المنتخب الكوري الجنوبي لهذه الموقعة التاريخية، يبدو أن الرؤية الفنية تتجاوز حدود البطولة الحالية. يركز المدرب هونغ ميونغ بو بشكل مكثف على ترسيخ ما أسماه “عادة الفوز” لدى لاعبيه، وهو مفهوم استراتيجي يهدف لضمان الاستمرارية والتفوق على المدى الطويل.

هذه العقلية هي جزء لا يتجزأ من خطة أكبر تهدف إلى تأمين “التصنيف الثاني” (Pot 2) في قرعة كأس العالم 2026. هذا الهدف يجعل كل مباراة، حتى الودية منها، ذات أهمية قصوى. فعلى سبيل المثال، كانت مباريات شهر نوفمبر، ضد بوليفيا وغانا، حاسمة للحفاظ على مركز الفريق في التصنيف العالمي.

أهمية التصنيف ورسالة القائد

تحتل كوريا حالياً المركز 22 عالمياً، وهو مركز يضعها ضمن نطاق التصنيف الثاني (الذي يمتد حتى المركز 23). الفوز الأخير على بوليفيا بنتيجة 2-0 كان خطوة أولى ضرورية في هذا المسار. المدرب هونغ كان واضحاً تماماً في رسالته للاعبين بين شوطي تلك المباراة، التي كان الشوط الأول فيها صعباً: “قلت لهم أن هذه مباراة يجب أن نفوز بها، بغض النظر عن الأداء”.

القائد سون هيونغ مين (نادي لوس أنجلوس إف سي) ردد نفس الرسالة، مؤكداً أن الانتصار قد يكون أحياناً أهم من الأداء الجمالي. “ناقشنا كلاعبين كيف يمكننا مواصلة هذا الزخم. تحقيق الفوز كعادة ليس أمراً سيئاً أبداً. المدرب شدد على ضرورة ‘تحقيق النتيجة’، واتفقنا جميعاً على التحلي بالصبر وعدم الاستعجال لتنفيذ خططنا”. وأكد المدافع الصلب كيم مين جاي (بايرن ميونخ) أن اللاعبين تحاوروا فيما بينهم بضرورة “تحقيق الفوز” بأي ثمن.

الثأر من غانا وتعزيز الثقة

التركيز الآن ينصب على المواجهة القادمة ضد غانا، المصنفة 73 عالمياً. ورغم الفارق في التصنيف، تحمل المباراة طابعاً ثأرياً، خاصة بعد الخسارة المؤلمة 2-3 أمامهم في مونديال قطر 2022. ورغم غياب بعض نجوم غانا مثل محمد قدوس وجوردان أيو، يظل الفريق خصماً قوياً يضم لاعبين في دوريات أوروبية كبرى.

جو كيو سونغ (ميتويلاند)، الذي سجل ثنائية في مرمى غانا آنذاك، أعرب عن ثقته المتزايدة. “أشعر أنني أقوى ذهنياً الآن. أسعى لتسجيل المزيد من الأهداف في مباراة غانا والمباريات القادمة، وسأواصل العمل لرفع مستواي البدني والتركيز على التهديف”.