يجسد العربي المحرشي طبيعة ونوعية الأعيان التي دخلت حزب الأصالة والمعاصرة خلسة منذ تأسيسه، فهو خيّاط بسيط ينحدر من جبالة وزان، ترعرع منذ كان عمره 9 سنوات في حي القرية الفقير والمهمش بمدينة سلا، وبمستوى دراسي لا يتعدى الابتدائي، يصبح بين عشية وضحاها عضوا في المكتب السياسي لثاني أكبر حزب سياسي في المملكة، ومستشار برلماني وولج لقبة البرلمان مع إبنته، ورئيس مجلس إقليمي، ورئيس مؤسسة منتخبي “البام”.
قبل 2003 لم يكن العربي المحرشي يعرفه أحد، سوى الخياطين المحترفين في “ضريب الغرزة”، كما ذكّره بذلك الاستقلالي والبرلماني فوزي بنعلال من فوق قبة مجلس المستشارين في نونبر 2012، لكن ابن وزان، ، سطع نجمه سريعا فيما بعد.ليوم، يبدو أن المحرشي يمر بلحظات صعبة، لأنه فقد السند الممثل في إلياس العماري، فمباشرة بعد إعلان استقالة هذا الأخير، تم تسريب وثائق ومعطيات تفضح ممارسات يدينها القانون، منها في ما يخص المحرشي قضية “الشهادة المدرسية المزورة”، وهي قضية قد يكون لها ما بعدها، وربما تؤشر على لحظة فارقة في مسار رفاق إلياس، المحرشي وظف ذكاءه السياسي رغم ان مهنته خياط في بيع الوهم لسكان وزان خصوصا للمتعلمين و دو الكفاءات الذين لا يتررد في خلق احلام لهم و هم على نياتهم ناسين أن السياسة لا تعرف الرحمة.